إِنَّ كَلاَمَ الْحُكَمَاءِ إذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً، وَإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً...الإمام علي ـ كرم الله وجهه

قصة قصيرة العرس التقليدي / الجزء الاول

                                          

                         بقلم أحمد فخري


قصة قصيرة العرس التقليدي/الجزء الاول 

لندن 2017

وقف الحارس حسن امام النادي الليلي (سانداون) الذي يعمل به بعد منتصف الليل راح يدخن سيجارته ويستنشق دخانها الدافئ اللذيذ بذلك اليوم البارد الممطر من ايام نيسان. انضم اليه زميله كيفن ليقف الى جانبه فاخرج سيجارة من جيبه هو الآخر وطلب من حسن ان يشعلها له فاعطاه الولاعة وسأله،
حسن : كيف تجري الامور بالداخل؟
كيفن : النادي مليء برمته. الرقص والشرب بكل زاوية من زوايا النادي ونحن علينا ان نقف بالخارج كي نحرس المكان. اليس ذلك مضحكاً؟
حسن : اي حراسة هذه؟ بداخل النادي هناك الكثير من الحرّاس القساة الاشداء الذين بامكانهم رفعنا فوق رؤوسهم بيد واحدة وقذفنا بعيداً. لكنهم اختارونا فقط كي نلبس زي الحرس ونقف في الخارج كالمهرجين لا اكثر ولا اقل. ولكن عندما تتفجر المشاكل بالداخل فهم يعلمون علم اليقين انهم لن يستطيعوا الاعتماد علينا لاننا ضعاف البنية هزيلون لا نقوى على قتال قطة صغيرة حديثة الولادة ناهيك عن العمالقة الجلاوزة السكيرين بالداخل.
كيفن : على الاقل نحن نستلم مرتباتنا بآخر الشهر، وهذا كل ما يهمنا يا صديقي. ولكن قل لي، متى ستسافر؟
حسن : لقد طلبت من مدير النادي ان يمنحني اجازة تبدأ من منتصف هذا الشهر ولمدة اسبوعاً واحداً فقط. المدير لم يرضى على اكثر من ذلك لكنني لا اريد ان اخسر وظيفتي. لذا وافقته على مضض. فور بدئ الاجازة ساسافر مع والدتي الى الباكستان كي نقوم باجراءات الزواج.
كيفن : سامحني يا حسن على سؤالي ولكن، كيف ستستطيع ان تتزوج من فتاة وانت لم ترها من قبل؟ انت ولدت هنا ببريطانيا وتأقلمت على الاجواء فيها، كيف تسمح لوالدتك ان تختار لك زوجة المستقبل؟
حسن : انها عاداتنا وتقاليدنا يا كيفن. اثبتت الاحصائيات ان الزواج بمثل هذه الطريقة يكون ناجعاً جداً ونادراً ما ينتهي بالطلاق. فالزوجة الباكستانية تعمل كل ما في وسعها كي تسعد زوجها وتقدم له الراحة والطمأنينة بالبيت كي يشعر بالسعادة.
كيفن : ماذا لو انك التقيت بفتاة اخرى بعد الزواج واردت ان تقيم معها علاقة جانبية؟ كيف سيكون تصرفك مع زوجتك حينها؟
حسن : نحن المسلمون لدينا خيارات عدة. فنحن نستطيع ان نتزوج زوجة ثانية وثالثة ورابعة، او اننا نستطيع ان نطلق الاولى بسهولة تامة بمجرد ان نقول انت طالق فنعود بعدها ونتزوج من جديد. انتم الذين تتورطون بالزواج مدى الحياة. اليس كذلك؟
كيفن : اعتقد انك تفكر بالكاثوليك وليس بنا نحن. فالغالبية العظمى من البريطانيين هم بروتستانت ويحق لهم الطلاق كما يحق لكم انتم تماماً.
حسن : حسناً. لكنني ساتهيأ قريباً لالتقي زوجة المستقبل.
كيفن : هل سبق لك ان قابلتها وتحدثت معها وجهاً لوجه؟
حسن : اجل قابلتها وجهاً لوجه على شاشة الحاسوب مرة واحدة. انها فتاة جميلة جداً. لكنني لم اتمكن من الاطالة معها لان عائلتها لم تأذن لها كي تطيل الحديث معي.
كيفن : ولكن ماذا ستفعل لو ان لديها عادات سيئة او رائحة كريهة مقززة تخرج من فمها او انها غير متزنة بكلامها؟ فانت لم تنظر اليها كما تنظر اليّ الآن.
حسن : وهنا يأتي دور خالتي شفيقة. فهي التي اختارتها بنفسها من بين مئات الفتيات وقد تأكدت من جميع التفاصيل الدقيقة التي نتحدث عنها الآن كرائحة الفم والعادات المشينة والسمعة بين عوائل المجتمع. على العموم، بامكاني ان ارفضها عندما اقف امامها لو فوجئت بشيء يصدمني ويجعل من ارتباطنا امراً مستحيلاً.
كيفن : لكنك كنت مغرماً بوَندي التي كانت في الصف الخامس بالمدرسة. لماذا لم تتزوجها في ذلك الحين؟
حسن : عندما اريد ان اقضي اوقاتاً ممتعة فانا اقضيها مع واحدة مثل وندي اما إذا كنت اريد ان اقضي بقية عمري مع امرأة فاقضيها مع سميحة الباكستانية زوجة المستقبل. هي التي ستصون عرضي وتربي اولادي وتحفظ ديني.
كيفن : انت ادرى بامورك يا حسن، لكنني اتمنى ان تفكر ملياً قبل ان ترتبط بشكل دائم.
بقي الحارسان حسن وكفن واقفان امام النادي الليلي حتى ساعة متأخرة من صباح اليوم التالي عندما اشارت الساعة الى الرابعة فجراً ليدخلا مبنى النادي كي يغيرا ملابسهما ويعودا الى منزليهما. وعندما دخل حسن بيته وجد والدته قد انتهت للتو من صلاتها، نظرت اليه ورحبت به قائلةً.
نديمة : صباح الخير حبيبي. هل انت جائع؟
حسن : كلا يا امي، لقد تناولت الكثير من الشطائر اثناء العمل.
نديمة : هل تحدثت مع مديرك كي يمدد لك الاجازة؟
حسن : حاولت كثيراً معه لكنه مصر على ان لا يمنحني اكثر من اسبوعاً واحداً. يجب علي الرجوع بعدها والا فسوف يطردني من عملي.
نديمة : اليوم هاتفت خالتك شفيقة بالباكستان وسألتها عن الاستعدادات فقالت ان كل شيء على ما يرام وان اهل العروس في انتظارنا بشغف كبير وهم يعلمون مسبقاً ان وقتك ضيق في العمل. لذلك ستتم الاجراءات بسرعة فائقة.
حسن : هذا جيد، هل طبعت تذاكر السفر على الآلة الطابعة؟
نديمة : اجل لقد طبعتها ووضعتها مع جوازات السفر. كل شيء ينتظر رحلتنا في يوم الخميس القادم إن شاء الله.
حسن : إن شاء الله.
بعد يومين ركب حسن ووالدته نديمة طائرة الخطوط الجوية الباكستانية متوجهين الى عاصمة الباكستان اسلاماباد. دامت الرحلة اكثر من 10 ساعات بقليل. وما ان حطت الطائرة على ارض المطار ونزل منها المسافرين الّا وخرج حسن وامه ليجابهم حشد كبير من المستقبلين ولتقف على رأسهم خالته شفيقة مع والد العروسة. بقي حسن يتفحص المستقبلين الواحد تلو الآخر علّه يلمح عروسه سميحة لكنه لم يجدها بين المستقبلين. بدأت موجة الترحيب والقبيل بين الاخوات بعدها صار الكل يقبل الكل. ولما وصل حسن الى السيد اقبال والد العروس مد يده ليصافحه، الا ان اقبال اخذه بالاحضان وصار يرحب به ويقول، "مرحباً بك بوطنك الاصلي يا ولدي، كلنا سعداء بقدومك". بعد ان انتهى الجميع من شكليات الترحيب بالعريس ووالدته. ركبوا عدة سيارات فارهة كان قد اعدها والد العروس لضيوفه القادمين من مدينة الضباب توجهت بهما مباشرة الى منزل الخالة شفيقة التي اعدت لهما غرفة كبيرة واسرّة وثيرة كي يبيتون فيها. وحين أدخلوا حقائبهم بغرفة النوم. جلس الجميع في الصالة فتفحص حسن الموجودين لتجلب انتباهه سيدة بدينة البنية غارقة بالمجوهرات والذهب من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها. "اعتقد انها والدة العروس روحية، فهي التي تتصدر المجلس ولا تسمح لاحد المساهمة بالحديث لانها لبقة وصوتها مرتفع جداً". نظرت الى حسن وسألت،
روحية : ماذا تعمل يا ولدي؟
اراد حسن ان يخبرها عن عمله كحارس في ملهى ليلي بلندن الا ان خالته قاطعته ودخلت على الخط لتقول،
شفيقة : ان حبيبي حسن ضابط بالجيش البريطاني.
نظر حسن الى خالته واراد ان يصحح المعلومة الا ان والدته نظرت اليه واغمضت عينيها بمعنى لا تتحدث. ثم عقبت والدته،
نديمة : اجل ولدي حسن ضابطاً بالجيش البريطاني.
هنا عقب خال العروس وقال،
حازم خان : يا لها من صدفة جميلة. انا كنت ضابطاً بالجيش الباكستاني. والآن انا محال على التقاعد. باي فرقة تعمل يا حسن؟
حسن : انا آه... كنت آه... كنت اعمل بلندن. بالثكنة.
حازم خان : من الطبيعي انك تعمل بالثكنة ولكن باي فرقة وما هو تخصص سلاحك.
شعر حسن بالاحراج لانه لا يعرف اي شيء عن الجيش او الاسلحة او التخصصات فاراد ان يعطي اجابة مبهمة لا تفضح ما لفقت له خالته،
حسن : بالحقيقة اعمل بقسم المدفعية.
حازم خان : وانا كذلك. انا كنت متخصصاً بمدافع 140 ملم. وانت؟
حسن : وانا كذلك.
حازم خان : لكن حسب علمي فالجيش البريطاني لا يستعمل الاحجام المترية.
حسن : اجل، اجل نحن نستعمل البوصة. اما المدافع المشابهة لتلك المدافع لديكم هي الخمس بوصات.
حازم خان : لكن بريطانيا لا تتعامل مع الخمس بوصات. اما الاربعة او السبعة ونصف.
هنا علمت والدة حسن انها يجب ان تتدخل كي تنقذ الموقف قالت،
نديمة : كفاكم حديثاً عن الجيوش والمدافع والقتل والدمار. الا يكفي ما يجري حول العالم من الحروب والقتل والتشريد؟ دعنا نتحدث عن العروسين لو سمحتما.
ثم سألت الخالة،
شفيقة : حسناً هذه فكرة صائبة. اين العروسة؟
فجأة دخلت فتاة في غاية الجمال ترتدي الزي الباكستاني الشهير (الشلوار كميز) باللون الاخضر الفاتح يبدو للوهلة الاولى انه كان غالي الثمن وهو مصنوع من الحرير الطبيعي المطرز.

                    

                                   سميحة

نظر اليها حسن وصُدِمَ بجمالها، وقف دون ان يشعر، توجه نحوها قائلاً،
حسن : سبحان الله. كم انت لطيفة... اقصد ذات خلق... اقصد ذكية...اقصد...
ضحك الجميع على كلمات حسن، كان من الواضح انه مصدوم بجمال عروسه التي سلبت عقله وجعلته يتخبط بكلمات الاطراء المهذبة. جلست سميحة الى جانب والدتها وهي مطأطئة رأسها خجلاً.
قالت والدة العروس بكل فخر،
روحية : هذه ابنتي سميحة.
الكل صاح بصوت واحد، "مــــــــاشاء الله".
ابتسمت والدة حسن وسألت والدة العروس قائلة،
نديمة : في اعتقادي، آن الاوان كي يقوم العريس والعروس بالخلوة الشرعية.
روحية : بالتأكيد، هذا هو شرع الله. ادخلا الى تلك الغرفة وتحدثا فيما بينكما. بامكانكما التحدث باي موضوع تريدانه. استفسرا عن بعضكما البعض ولا تشعرا بالخجل.
دخلت سميحة غرفة الطعام فتبعها حسن واغلقا الباب ورائهما. بينما راحت خادمة المنزل بتقديم المرطبات والعصير للضيوف.
بداخل غرفة الطعام التفتت سميحة الى حسن وقالت،
سميحة : عن ماذا تريد ان تتحدث؟
حسن : لا ادري، اختاري انتِ موضوعاً.
سميحة : بامكانك ان تسألني عن اموري الشخصية إن اردت.
حسن : هل تجيدين القراءة والكتابة؟
سميحة : هل يعقل ان الخالة شفيقة لم تخبرك بانني خريجة ماجستير بالكيمياء من جامعة اسلاماباد؟
حسن : حسناً. هذا يعني انك تجيدين القراءة والكتابة، جيد جيد. هل تجيدين الطبخ؟
سميحة : نعم، تعلمته من امي.
حسن : بما اننا سنصبح زوجين لذلك اريد ان اسألك عن بعض المواضيع الحساسة.
سميحة : تفضل.
حسن : يبدو ان نهديك كبيرين ولكن، هل ترتدين البطانة كي يبدوان كبيرين ام انهما طبيعيتان.
شعرت سميحة ان ذلك السؤال وقح جداً ولم تتمكن من الاجابة عليه بالكلام. اكتفت بان اومأت برأسها بمعنى نعم. لكن حسن اراد ان يتاكد فقال،
حسن : هل تقولين نعم بانكِ ترتدين بطانة ام انهما كبيرتان؟
شعرت بخجل اكبر يتلبسها ثم علمت انها لا بد من ان تجيب كي يفهم ذلك الحمار بشكل واضح قالت،
سميحة : انهما كبيرتان بشكل طبيعي اطمئن.
حسن : وهل سبق لك ان مارست الجنس مع رجل؟
سميحة : ويحك يا حسن، كيف تسألني هذا السؤال؟ بالطبع لا. فانا لا ازال عذراء.
حسن : هل سمحت لرجل ان يمسس نهديك او يدعكهما؟
هنا بدأت دموعها تنهمر وارادت ان تنهي هذه المهزلة المهينة. "هذا الحمار يعتقد انني احد جنوده في الجيش فيقوم بالاستهانة بي واسماعي كلمات تثير غضبي. فليذهب للجحيم. انا لا اريد هذا الزواج المهين".
حسن : انا آسف لانني اسألك كل هذه الاسئلة المحرجة الا انني قطعت 6 آلاف كلم كي اتي الى هنا واطلب يدك. لذلك علي ان اسألك الآن قبل ان يتم زواجنا ثم اتفاجأ واكتشف عكس ذلك فيما بعد.
سميحة : وانت هل سبق لك ان ارتبطت بعلاقة عاطفية؟
حسن : اجل لكنها علاقة عابرة مع فتاة انجليزية بيضاء. لم تعني لي شيئاً.
سميحة : وهل... فعلت.. معها...؟
حسن : اجل، في بريطانيا يعتبرون ذلك امراً اعتيادياً. لذلك مارست معها الجنس مرات عدة.
سميحة : هل اصبت بالامراض الجنسية كالزهري او السيلان او الهربيز او اللقمي؟
حسن : ما هذه الاسئلة؟ هل تعتقدين انني كنت انام مع عاهر؟
سميحة : لا اعلم عنكما شيئاً. انت الذي طلبت مني ان اسألك بامور شخصية. الم تسألني عن حجم نهدي؟
حسن : يبدو اننا لن نصل الى نتيجة. انا خارج من هنا.
سميحة : هكذا افضل، رافقتك السلامة.
خرج حسن من غرفة الطعام وهو في حالة غضب شديدة. نظر الى والدة العروس بازدراء ثم صعد الى غرفة النوم. اعتذرت والدته من الجميع ثم تبعت ابنها حتى وصلا الى غرفة النوم واغلقا الباب ورائهما. جلس حسن على السرير يستشيط غضباً. قربت منه امه ومسحت على رأسه ثم سألته،
نديمة : ما الذي يغضبك يا ولدي؟ لماذا خرجت من غرفة الطعام بهذا الشكل؟ ما الذي دار بينك وبين عروسك؟
حسن : هذه الفتاة متغطرسة ولا تريد ان تتزوج. انها تتهكم وتطرح عليّ اسئلة مثيرة للغضب. انها انسانة غبية جداً.
نديمة : حسناً، فقط اخبرني ماذا دار بينكما؟
حسن : انها تريد ان تعرف كل ما دار بيني وبين صديقتي السابقة وندي.
نديمة : ولماذا اخبرتها عنها؟ كان بامكانك ان تخفي منها ذلك وتقول لم يكن لديك اي علاقات سابقة.
حسن : الم تقولوا اننا يجب ان نتحدث بصراحة تامة يا امي؟
نديمة : اجل ولكن هناك امور بماضيك كان بامكانك اخفائها.
من ناحية ثانية خرجت عائلة سميحة من منزل خالة حسن وركبوا سياراتهم لينطلقوا باتجاه منزلهم بالمنطقة الشرقية من اسلاماباد. وبالطريق سألت ام العروس ابنتها،
روحية : لماذا خرجت من الصالة وانت غاضبة؟ ما الذي دار بينكما يا ابنتي؟
سميحة : هذا الرجل الابله بل الوحش المتخلف لا يصلح ان يكون زوجي. انه عديم الاخلاق وقح وذو صفاقة عالية.
روحية : لماذا؟ هل اعتدى عليك؟ هل اساء ادبه معك؟
سميحة : اجل يا امي اجل لقد سألني عن امور في غاية الخصوصية واخجلني.
روحية : امور مثل ماذا؟
سميحة : تخيلي سألني عن حجم نهدي؟ حجم نهدي يا امي، واراد ان يعرف ان كنت ارتدي بطانة كي اجعلهما منتفختان. هل يرضيك ذلك؟
قهقهت الام بصوت مرتفع ثم مسحت دموعها من شدة الضحك وقالت،
روحية : هذا امرٌ طبيعي يا سميحة.
سميحة : كيف تقولين انه امر طبيعي؟ انه في غاية الوقاحة.
روحية : هذا هو الهدف الاساسي من الخلوة الشرعية. الرجل لديه الحق ان يسأل عن كل الامور التي ستواجهه في المستقبل مع شريكة حياته. هل تعرفين عن ماذا سألني والدك عندما جاء يطلب يدي للزواج؟
سميحة : ماذا سألك؟
روحية : سألني ان كنت احلق شعر العانة. هل تصدقين؟
سميحة : وماذا اجبتيه؟
روحية : ببساطة قلت نعم. من حقه ان يسأل اسئلة دقيقة وشخصية. الا انه تمادى وطلب مني شيئاً اكثر احراجاً.
سميحة : ماذا طلب؟
روحية : اراد ان يرى عضوي الانثوي ليتأكد.
سميحة : ماذا فعلت؟
روحية : انحنيت للاسفل ورفعت نعلي كي اضربه به. الا انه خاف وعدل عن مطلبه.
سميحة : ولكن يا امي سألني حسن إن كنت قد سمحت لرجل ان يمسس نهديّ في السابق.
روحية : من حقه ان يسألك، وماذا اجبتيه؟
سميحة : لم اجيبه على ذلك السؤال الغبي. خرجت من الغرفة وانا ابكي.
روحية : لا لا لا يا حبيبتي. انت توترت كثيراً دون اي داعِ. سوف تضحكين على هذه الاسئلة عندما تصبحين زوجته ويجلس اولادك على حجرك.
سميحة : هل هذا رأيك يا امي؟ هل تعتقدين ان عليّ ان اقبل بذلك الواقع المرير واعيش مع ذلك الخروف المتخلف؟
روحية : انه ليس مريراً. انه امر طبيعي جداً. سنخبر عائلتهم ان القبول قد تم من ناحيتنا ما رأيك؟
سميحة : حسناً، إن كان ذلك يرضيك فانا موافقة.
ولم تمر سوى 24 ساعة حتى صارت العائلتان تستعدان لذلك الزواج المرتقب. فكل جهة بدأت تقوم بدورها كي يكون عرساً تتحدث عنه جميع الاوساط الراقية باسلاماباد. في اليوم الخامس بدأ الاحتفال بالعرس في احد الفنادق الفخمة وأحضرت فرقة موسيقية خاصة تعزف الالحان المعتادة للاعراس، جلبوا معهم راقصين وراقصات ليحيوا الحفلة بشكل يليق بمنزلة العائلتين.
اما اليوم السادس فطلب حسن من عروسه ان تخرج معه في عشاء رومانسي كي يوطد العلاقة بينهما ولانه سوف لن يتمكن من الدخول عليها سوى بعد وصولها الى انگلترا. لانه مرتبط بعمله وعليه ان يغادر الباكستان باليوم التالي.
كانت تلك السهرة في غاية السوء لان حسن اثبت انه رجل متخلف حتى وإن قضى جل حياته في بريطانيا. فقد تشاجر مع النادل من شدة الغيرة لانه وجه كلامه لسميحة عندما ارادت ان تختار الطعام. ثم تشاجر مع احد الزبائن لانه نظر اليها عندما بدأوا بتناول الطعامهم. لم تدم سهرتهم سوى ساعة ونصف حين عاد بسيارة اجرة ليوصل سميحة الى دارها ثم ودعها وغادر الى بيت خالته.
باليوم التالي حلقت بحسن وامه طائرة للخطوط الجوية الباكستانية متجهة الى لندن بعد ان اتموا مهمتهم على اكمل وجه. بالاسابيع التالية بقيت سميحة وخالها يراجعون الدوائر الرسمية ليكملوا اجرائات السفر ولم يبقى لديهم سوى تأشيرة السفارة البريطانية التي انتظروها لاكثر من شهرين كاملين. اخيراً وعندما خرجت التأشيرة ، بدأت عائلة سميحة باعداد ابنتهم للرحيل الى بريطانيا والالتحاق بزوجها حسن الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر. وفي يوم السفر خرجت العائلة كلها تودع فلدة كبدها سميحة التي ذهبت لتكوّن اسرة جميلة وتعيش باقي عمرها بمدينة الضباب لندن.
جلست سميحة على كرسي الطائرة كي تبدأ رحلتها التي ستدوم 9 ساعات. كانت تفكر بمستقبل مجهول وحياة مبهمة وامور لم تكن تخطر على بالها ابداً فهي الآن ستصبح زوجة رجل عسكري قضى جل حياته في الجيش لذلك سيكون من الصعب ترويضه وجعله الانسان الذي كانت تحلم به طوال حياتها كـ (فارس الاحلام). كانت تتخيل نفسها قد وصلت الى بيت حسن وكيف انه سيأخذها الى غرفة النوم ويقوم بخلع ملابسها قطعة قطعة ثم يمارس معها الحب كما كانت تحلم طوال حياتها. العملية التي حكت عنها صديقاتها بعد ان تزوجن وصرن يصفن لها اللقاء الاول مع العريس وكيف انهن لم يستمتعن بالعملية الجنسية الاولى لان كلا الزوجين يكونان غريبين عن بعضهما البعض والخجل يكون سيد الموقف. الا ان الامور تصبح ممتعة اكثر بعد ان يمارسنها مرات ومرات حتى تصبح شيئاً يتُقْنَ اليه دائماً. كانت سميحة تتمنى ان تجربها بنفسها لانها الآن اصبحت في العشرينات من عمرها وعليها ان تتذوق لذة الجنس قبل ان تهرم وتصبح غير قادرة على تجربته.
ترى كيف سيكون لقاء حسن بزوجة المستقبل؟ هل ستمارس الجنس مع زوجها في اليوم الاول؟ هل سيبدي لها الحب والرومانسية ام انه سينقلب عليها وتندم لانها قبلت الزواج منه؟ ترقب الجزء الثاني من قصة (العرس التقليدي).

قوس قزح

مقالات

الكاردينيا

قالَ لي

د.يسر الغريسي حجازي

الحرب وثقافة القسوة

عبدالرضا حمد جاسم

قطار العام ٢٠٢٣

د.ضرغام الدباغ

حرب الثلاثون عاماً

مصطفى محمد غريب

سقوط مشحون بالتداخل

د.وائل القيسي

خيمة العراق

ناجي جواد الساعاتي

حكايتي مع السجاد ... في بغداد

عبدالناصر عليوي العبيدي

عرس الشآم

سنية عبد عون رشو

منعطف الطريق ...نص شعر

بسام شكري

عيون الأخبار

د.سعد العبيدي

حچاية التنگال ٢٨٤١

ثقافة وأدب

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع